Minggu, 05 Juni 2011

أداب التعلم وفضيلتها




اداب التعلم وفضيلتها


أ‌.       تعريف اداب التعلم
 الأداب جمع من الأدب، الأدب تطلق على العلوم والمعارف عموما او على المستظفر منها فقط. ويطلقونها على ما يليق بالشىء او الشخص فيقال اداب الدرس واداب القاضى.[1] وفى التعريفات، الأدب هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطإ.[2]
 واما التعلم يظن بعض الناس أنه تجميع وتحفيظ الحقيقة المكتوب فى المادة فقط، ومن يظن كذلك عادة يشعر عجبا اذا استطاع اولاده أن تذكر باللسن بما فى المادة او علم أستاذها.[3] وقال   Hintzman فى كتابه " The Psycology of Learning and Memory " التعلم هو تغيير فى نفس الانسان او الحيوان بسبب المخبرات يتغير حالهما.[4] وقال ايضا James O- Wittaker التعلم هو طريقة التغيير فى حال شخص بواسطة تجربة وتمرينات.[5] وفى تفسير القاسمى التعلم هو طلب خروج الشيء الذى بالقوة الى الفعل.[6]
ومن الأراء المذكور يُعرف أن اداب التعلم هى كل ما يليق بالأخلاق ويحترز عن جميع الخطيئة فى وقت طريق التغيير فى حال شخص بواسطة المخبرات او التجربة والتمرينات. ويتعود بها لأن العادة هى العمل الذى اذا تكرر حتى صار الاتيان به سهلا.[7]
ب‌. فضيلة اداب التعلم
اذا نتكلم فضيلة اداب التعلم لا يخلو أن نتكلم اداب التعلم أولا لأنهما معلق بينهما. وللمتعلم اداب فى تعلمه، ويوضح الباحث ادابا فى نفس المتعلم وادابا مع أستاذه وادابا مع اخوانه ليحصل فضيلة وعلما فى تعلمه.
أما اداب المتعلم فى نفسه فكثيرة: منها ترك العجب ومنها التواضع والصدق ليكون محبوبا موثوقا به.[8] منها أن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول العلم وحفظه واستثماره كقول النبى صلى الله عليه وسلم " ان فى الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب".[9] وأن يحسن النية فى طلب العلم وأن يبادر بتحصيل العلم شبابه وأن يقنع من القوت واللباس بما تيسر. لأن امامنا الشافعى رضى الله عنه قال: " لا يفلح من طلب العلم بعزة النفس وسعة المعيشة، ولكن من طلبه بذلة النفس وضيق العيش وخدمة العلماء افلح"، وأن يقلل الأكل والشرب فان من فوائد قلة الأكل صحة البدن ودفع الأمراض البدنية.[10] وأن يؤخذ نفسه بالورع والاحتياط فى جميع شأنه ليستنير قلبه ويصلح لقبول العلم ونوره والنفع به.[11]
أما اداب المتعلم مع أستاذه فكثيرة ايضا: منها أن يعتقد أن فضله أكبر من فضل والديه عليه لأنه يربى روحه، ومنها الحضوع امامه والجلوس فى درسه بالأدب وحسن الاصغاء الى ما يقوله، وترك المزاح. وألا يمدح غيره من العلماء بحضرته لألا يفهم أستاذه أنه يذمه.[12] وأن ينظر اليه بعين الاجلال والتعظيم ويعتقد فيه درجة الكمال فان ذلك اقرب الى نفعه به كقول ابو يوسف " سمعت السلف يقولون من لا يعتقد جلالة أستاذه لا يفلح".[13] وأن يتصبر على جفوة تصدر من الشيخ او سوء خلقه ولا يصده ذلك عن ملازمة واعتقاد كماله، ويتأول لأفعال التى يظهر أن الصواب خلافها على أحسن تأويل واذا جفاه الشيخ ابتدأ هو بالاعتذار وأظهر الذنب له والعتب عليه فان ذلك أبقى لمودة شيخه على توفيقه فيما فيه فضيلة وعلى توبيحه على ما فيه نقيصة او على كسل يعتريه او على تقصير يعانيه او غير ذلك مما فى ايقافه عليه وتوبيحه ارشاده واصلاحه، ويعد ذلك من الشيخ من نعم الله تعالى باعتناء الشيخ به ونظره اليه فان ذلك أميل لقلب الشيخ وأبعث على الاعتناء بمصالحه.[14]
وأما ادابه مع اخوانه أن يخترمهم وترك احتقار واحد منهم وترك الاستعلاء عليهم، وألايسخر ببطىء الفهم منهم، وألايفرح اذا وبخ الأستاذ بعض القاصرين لكيلا ينشأ البغض والعداوة.[15]
فضيلة التعلم يتنال بالأداب فى التعلم  لأن الأداب أهم. وفضيلتها كما روي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السطينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده، رواه مسلم.[16] قال الفقيه رحمه الله تعالى: يقال من جلس مع الصالحين زاده الله الرغبة فى الطاعة واجتناب المحارم ومن جلس مع العلماء زاده الله العلم والورع.[17]
 وفى الخبر فى قوله صلى الله عليه وسلم " من سلك طريقا لطلب فيه علما سلك الله به طريقا الى الجنة ".[18] وقال صلى الله عليه وسلم  من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحي به الاسلام فبينه وبين الأنبياء فى الجنة درجة واحدة. وقال عطاء: مجلس علم يكفر سبعين مجلسا من مجالس اللهو، وقال عمر رضى الله عنه: موت الف عابد قائم الليل صائم النهار أهون من موت عالم بصير بجلال الله وحرامه، وقال الشافعى رضى الله عنه: طلب العلم أفضل من النافلة.[19]
 وقال رسول صلى الله عليه وسلم: من تعلم العلم وتواضع فى العلم وعلمه عباد الله يريد ما عند الله لم يكن فى الجنة أفضل ثوابا منه ولا أعظم منزلة ولم يكن فى الجنة منزلة ولا درجة رفيعة نفسية الا كان له فيها اوفر النصيب وشرف المنازل.[20]
 قال الفقيه: من انتهى الى العلم وجلس معه ولا يقدر على أن يحفظ العلم فله سبع كرمات أولها فضل المتعلمين والثنى مادام جالسا عنده كان محبوسا عن الذنوب والخطايا والثالث اذا خرج من منزله تنزل عليه الرحمة والرابع اذا جلس عنده فتنزل عليهم الرحمة فتصيب به ببركتهم والخامس مادام مستمعا تكتب له الحسنة والسادس تحف عليهم الملائكة باجنحتها رضا وهو فيهم والسابع كل قدم يرفعه ويضعه يكون كفارة للذنوب ورفعا للدرجات وزيادة فى الحسنات ثم يكرمهم الله تعالى بست كرمات أخرى أولها يكرمه بحب شهود مجلس العلماء والثانى كل من يقتدى بهم فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شىء والثالث لو غفر لواحد منهم يشفع له والرابع يبرد قلبه من مجلس الفساق والخامس يدخل فى طريق المسلمين والصالحين والسادس يقيم أمر الله تعالى لأن الله تعالى قال كونوا ربا نيين بما كنتم تعلمون الكتاب يعنى العلماء والفقهاء هذا لمن لم يحفظ شيأ وأما الذى يحفظ فله أضعاف مضاعفة.[21]
 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الصلاة مع الجماعة وجلس فى حلقة العلم وسمع كلام الله وعمل به أعطاه الله تعالى ستة أشياء الرزق من الحلال وينجو من عذاب القبر ويعطى كتابه بيمينه ويمر على الصراط كالبرق الحاطف ويحشر مع النبيين وبنى الله بيتا فى الجنة من ياقوتة حمراء له أربعون بابا.[22]
 اذا يتفكر تلك الفضيلة المذكورة لا يمكن تناولها الا بالأدب. نعرف فى هذا الزمان الأن أكثر من الطلاب وصلوا الى النجاح فى الجاه والمرتبة بعد فراغهم من التعلم فى المدرسة. وهل يتناولون الفضيلة كما أوضح القرأن والحديث اذا تعلموا بغير الأداب.


[1] . لويس معلوف."النجد فى اللغة والاعلام". الطبعة 34، ص 5، بيرت: دار المشرق. 1994               
[2] . الجرجانى، على بن محمد بن على.. التعريفات. الطبعة الأولى. ص 29. بيرت: دار الكتب العربى. 1405 هـ
[3]  Drs. Muhibbin Syah، M.E.D. "Psikologi Pendidikan". Hal 88. Rosda Karya: Bandung 1995..
[4] . نفس المراجع، ص 89
[5] . Drs. Wasty Soemanto، M.pd. " Psikologi Pendidikan". cet 5. hal 104. Jakarta: PT Rineka Cipta. 2006
[6] . القاسمى،  محمد جمال الدين، " تفسير القاسمى"، الجزء 11، الطبعة 2،ص 79. 1398 هـ \ 1978 م
[7] . Romli Arif." Ahlak Tasawuf".HAL 18. Jombang: BMT Muamalah IKAHA. 2004
[8] . المسعودى،  حافظ حسن. " تيسير الخلاق فى علم الأخلاق ". ص 5. مكتبة محمد بن احمد نبهان: سورابايا
[9] . محمد بن عبد القادر. " بيان العلم وفضله". ص 21- 22. العثمانية: كديرى
[10] . أشعرى، شيخ محمد هاشم. " اداب العالم والمتعلم". ص 25-26.
[11] . نفس المراجع. ص 27.
[12] . حافظ حسن المسعودى. " تيسير الخلاق فى علم الأخلاق ". ص 6. مكتبة محمد بن احمد نبهان: سورابايا
[13] .  أشعرى، شيخ محمد هاشم. " اداب العالم والمتعلم". ص 30.
[14] . نفس المراجع. ص 31.
[15] . حافظ حسن المسعودى. " تيسير الخلاق فى علم الأخلاق". ص6
[16] . العدوى، محمد أحمد. " مفتاح الخطاب ". الطبعة الأولى. ص 13. الإستقامة: مصر. 1352 هـ
[17] . السمرقندى، الشيخ نصر بن محمد بن ابراهيم. "تنبيه الغافلين". ص 160. الهدا.ية: سورابايا
[18] . الغزالى. " احياء علوم الدين". الجزء 1. ص 9. الهداية: سورابايا.
[19] . نفس المراجع. ص 10.
[20] . الجارونى، احمد بن أسمونى. " وعلم ادم الاسماء". ص 22. هداية الطلاب كديرى.
[21] . السمرقندى، الشيخ نصر بن محمد بن ابراهيم. "تنبيه الغافلين". ص 159. الهدا.ية: سورابايا
[22] . الخوبرى، عثمان بن حسن بن احمد الشاكر. " درة الناصحين". ص 15. الهداية: سورابايا.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar